مطبات «النقل والشحن» تُعطل التصدير إلى إفريقيا
 

http://alwafd.org/images/news/962175...c88f286329.jpg


رغم قرب المسافة، وقدم العلاقات الاقتصادية والتاريخية بين دول أفريقيا المختلفة، فإن مصر لم تستطع الاستفادة كثيراً من تلك المزايا علي المستوي التصديرى بسبب مشكلات النقل والشحن.
إن مشاكل النقل متعددة سواء البحرى أو الجوى، مما يجعل التصدير لدول أوروبا أسهل، وهو ما يمكن ترجمته رقمياً من خلال التعرف علي رقم الصادرات المصرية إلى أفريقيا والتي لم تصل إلي مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالى، بينما سجلت 3.8 مليار دولار خلال عام 2014، وهو ما يعادل 14٪ فقط من الصادرات المصرية للعالم كله خلال عام 2014.
المهندس سعيد أحمد، رئيس المجلس التصديرى للمفروشات المنزلية، يؤكد أن عدد الموانى في أفريقيا قليل جداً، بخلاف أن الشحن إلي أفريقيا يحتاج إلي تكاليف باهظة، حيث يتم دفع 2000 دولار لكل حاوية، وهو يمثل 5 أضعاف الشحن لأوروبا.
ويشير إلى أن النقل الجوى يمثل صعوبة بالغة بسبب ثقل حمولة المفروشات.
كما أوضح أن المفروشات المنزلية تواجه خطراً آخر داخل أسواق أفريقيا، بسبب نفوذ دول الشرق الأقصى مثل الهند وباكستان وبنجلاديش، وسيطرتهم بصورة كبيرة علي السوق الأفريقي، كما بدأت الدول الأفريقية بدعم إثيوبيا خلال الفترة الماضية لتصبح مركزاً جديداً للصناعة والاستثمارات، وذلك بسبب انخفاض سعر العمالة.
وقال «سعيد» إن هناك إحدى الشركات الملاحية التي كانت تتعاقد مع تلك الخطوط الملاحية، وكان لها فروع متعددة في أفريقيا، ولكنها توقفت منذ سنوات عديدة، مما يدعونا للمطالبة بإعادة فتح هذه الشركة واستعادة أنشطتها مرة أخرى.
يؤكد المهندس علي عيسى، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن التصدير الزراعى يعاني محنة كبيرة من خلال الشحن الجوى، حيث تخضع الحاصلات الزراعية للفحص من خلال جهاز جديد عن طريق إحدى الشركات الجوية. ويقوم المصدر بسداد 20 دولاراً «للبالتة» الواحدة التي تحتوى علي ما بين 700 إلى 1000 طن، ويتم الشحن عن طريق ميناء دبى الجوى حيث تظل البضائع «ترانزيت» لمدة 12 ساعة مما يعرض البضائع للتلف، لأن طبيعة الحاصلات الزراعية سواء الخضر أو الفاكهة أنها بضائع سريعة التلف.
من ناحية أخرى فإنه لا توجد خطوط مباشرة ومتصلة مع أفريقيا، مما يتسبب في تحمل تكاليف باهظة جداً، حيث يتم الشحن لأفريقيا عن طريق أوروبا أولاً، مثل ميناء فرنسا مثلاً، ثم يتم الاتجاه بعدها إلى أوروبا، أو عن طريق دبي أو جدة إذا كان الاتجاه إلي شرق أفريقيا.
ويؤكد «عيسى» علي ضرورة توافر خطوط ملاحية مباشرة لأفريقيا، حيث إنها سوق قريبة وواعدة، ورغم ذلك فلا يتم الالتفات إليها.
ويشير المهندس محمد قاسم رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة إلى أن 85٪ من الصادرات يتجه إلى أوروبا وأمريكا، حيث إن التصدير إلي هذه الدول أكثر سهولة، كما تستوعب هذه الأسواق الصادرات المصرية خاصة منتجات الجينز.
ويقول المهندس حسن عشرة رئيس المجلس التصديرى للغزل والنسيج إن هذا القطاع لا يتعامل أساساً مع دول أفريقيا بسبب أنها لا تتوافر لديها المصانع التي تقوم بتصنيع هذا الغزل!!
ويوضح المهندس هشام الجزار، وكيل المجلس التصديرى للصناعات اليدوية والتراثية، أن أهم المشاكل التي تواجه التصدير لأفريقيا هي مشاكل الشحن والنقل لأن الموانى قليلة جداً لدي أفريقيا، ويبدأ المصدرون في التحرك قبل الموعد المحدد بفترة كبيرة لمحاولة اللحاق بالموعد المحدد للتسليم، بالإضافة إلى الحالة الأمنية غير المستقرة في الموانى وداخل معظم دول أفريقيا، كما أن المعارض داخل أفريقيا معارض غير متخصصة، فنجد التجار يقومون بتصدير شحنات من صادرات مختلفة مثل الأثاث والثلاجات والملابس في حاوية واحدة، مما يجعل المعارض كسوق كبيرة، بعيدة عن صفة المعرض المتخصص، بالإضافة إلى مشاكل البنوك وصعوبة تحويل السيولة النقدية والتأخير في صرف المبالغ المستحقة.
ويشير «الجزار» إلي أن معظم التعاملات تتم مع أسواق أوروبا تجنباً لكل ما سبق، مشيراً إلى أن مؤتمر «اليونيدو» الذي عقد منذ أيام كان يحتفل بيوم أفريقيا للصناعة، وناقش أهم المشكلات التي تواجه التصدير لأفريقيا، وكان أهمها مشاكل النقل، وناقش المؤتمر الأسباب التي تؤدى إلى ضعف العلاقات بين مصر وأفريقيا رغم الأواصر القوية بين مصر والقارة السوداء.